فصل: في أهل المدينة من التابعين ومن كان منهم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الطبقات الكبرى **


المجلد الخامس

 في أهل المدينة من التابعين ومن كان منهم

ومن الأصحاب بمكة والطائف واليمن واليمامة والبحرين

 الطبقة الأولى من أهل المدينة من التابعين

الناس أصبحوا ثم دفع فإني لأنظر إلى فخذه قد إنكشف فيما يخرش بعيره بمحجنه هكذا قال سفيان بن عيينة سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع وهذا وهل وغلط في نسبه إنما هو عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي‏.‏

 عبد الرحمن بن الحارث

ابن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة وأمه فاطمة بنت الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ويكنى عبد الرحمن أبا محمد وكان بن عشر سنين حين قبض النبي صلى الله عليه وسلم ومات أبوه الحارث بن هشام في طاعون عمواس بالشام سنة ثماني عشرة فخلف عمر بن الخطاب على امرأته فاطمة بنت الوليد بن المغيرة وهي أم عبد الرحمن بن الحارث فكان عبد الرحمن في حجر عمر وكان يقول ما رأيت ربيبا خيرا من عمر بن الخطاب وروى عن عمر وله دار بالمدينة ربة كبيرة وتوفي عبد الرحمن بن الحارث في خلافة معاوية بن أبي سفيان بالمدينة وكان رجلا شريفا سخيا مريا وكان قد شهد الجمل مع عائشة وكانت عائشة تقول لأن أكون قعدت في منزلي عن مسيري إلى البصرة أحب إلي من أن يكون لي من رسول الله عشرة من الولد كلهم مثل عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال حدثني أبي عن أبي بكر بن عثمان المخزومي من آل يربوع أن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام كان اسمه إبراهيم فدخل على عمر بن الخطاب في ولايته حين أراد أن يغير اسم من يسمى بأسماء الأنبياء فغير اسمه فسماه عبد الرحمن فثبت اسمه إلى اليوم فولد عبد الرحمن بن الحارث بن هشام محمدا الأكبر لا بقية له وبه كان يكنى وأبا بكر وكان يقال له راهب قريش وعمر وعثمان وعكرمة وخالدا ومحمدا الأصغر وحنتمة ولدت لعبد الله بن الزبير بن العوام وأم حجين وأم حكيم وسودة ورملة وأمهم فاختة بنت عنبة بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وعياش بن عبد الرحمن وعبد الله لا بقية له وأبا سلمة هلك صغيرا لا بقية له والحارث هلك لا بقية له وأسماء وعائشة تزوجها معاوية بن أبي سفيان وأم سعيد وأم كلثوم وأم الزبير وأمهم أم الحسن بنت الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأمها أسماء بنت أبي بكر الصديق والمغيرة بن عبد الرحمن وعوفا وزينب وريطة ولدت لعبد الله بن الزبير خلف عليها بعد أختها وفاطمة وحفصة وأمهم سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرة والوليد بن عبد الرحمن وأبا سعيد وأم سلمة تزوجها سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص وقريبة وأمهم أم رسن بنت الحارث بن عبد الله بن الحصين ذي الغصة بن يزيد بن شداد بن قنان بن سلمة بن وهب بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن كعب وسلمة بن عبد الرحمن وعبيد الله وهشاما لأمهات أولاد وزينب ابنة عبد الرحمن ويقال بل اسمها مريم وأمها مريم ابنة عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية‏.‏

 عبد الرحمن بن الأسود

ابن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة وأمه أمية ابنة نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب فولد عبد الرحمن بن الأسود محمدا وعبد الرحمن وأمهما أمة بنت عبد الله بن وهب بن عبد مناف بن زهرة وعبد الله وأمه أم ولد وعمر وأمه أم ولد وقد روى عبد الرحمن بن الأسود عن أبي بكر الصديق وعمر رضي الله تعالى عنهما وله دار بالمدينة عند أصحاب الغرابيل والقباب‏.‏

 صبيحة بن الحارث

ابن جبيلة بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وأمه زينب ابنة عبد الله بن ساعدة بن مشنوء بن عبد بن حبتر من خزاعة فولد صبيحة بن الحارث الأجش ومعبدا وعبد الله الأكبر وزبينة امرأة وأم عمرو الكبرى وأمهم عاتكة بنت يعمر بن خالد بن معروف بن صخر بن المقياس بن حبتر وعبد الرحمن وعبد الله الأصغر وهو أبو الفضل وأم عمرو الصغرى وأمهم أمة بنت عمرو وهو عمرو بن عبد العزى بن صنين بن جابر بن عبد العزى بن عامرة بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر وعبد الله وأم صالح وأم جميل وأم عبيد وأمهم زينب بنت وهب بن أبي التوائم من هذيل وحبيبة بنت صبيحة تزوجها معبد بن عروة من بني كلب بن عوف فولدت له وكان أشرف ولد صبيحة عبد الرحمن بن صبيحة وله دار بالمدينة عند أصحاب الأقفاص فولد عبد الرحمن بن صبيحة محمدا وموسى وأمهما ابنة راشد من هذيل من آل أبي التوائم ويقال هي أم علي بنت هلال بن عمرو بن عامر من هذيل ثم من بني حطيط وصخر بن عبد الرحمن وأمه أم يحيى بنت جبير بن عمرو بن أبي فائد من خزاعة أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه عن عبد الرحمن بن صبيحة التيمي عن أبيه قال قال لي أبو بكر الصديق يا صبيحة هل لك في العمرة قال قلت نعم قال قرب راحلتك فقربتها قال فخرجنا إلى العمرة ثم حكى عنه صبيحة أشياء من فعله في تلك السفرة قال محمد بن عمر ويقال إن الذي سافر مع أبي بكر وسمع منه وحفظ عنه عبد الرحمن بن صبيحة ولعله خرج هو وأبوه صبيحة جميعا مع أبي بكر فحكيا عنه وكان عبد الرحمن ثقة قليل الحديث‏.‏

 نيار بن مكرم الأسلمي

وهو أحد الأربعة الذين قبروا عثمان بن عفان وصلوا عليه ونزلوا في حفرته وقد سمع نيار من أبي بكر الصديق وكان ثقة قليل الحديث‏.‏

 عبد الله بن عامر بن ربيعة

ابن مالك بن عامر بن ربيعة بن حجر بن سلامان بن مالك بن ربيعة بن رفيدة بن عنز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار حليف الخطاب بن نفيل أبي عمر بن الخطاب ويكنى عبد الله أبا محمد وولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان بن خمس سنين أو ست سنين يوم قبض رسول الله أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال أخبرنا الليث بن سعد عن محمد بن عجلان عن مولى لعبد الله بن عامر بن ربيعة عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيتنا وأنا صبي صغير فخرجت ألعب فقالت أمي يا عبد الله تعال أعطك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أردت أن تعطيه قالت أردت أن أعطيه تمرا فقال أما لو لم تفعلي كتبت عليك كذبة قال محمد بن عمر فلا أحسب عبد الله بن عامر حفظ هذا الكلام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لصغره وقد حفظ عن أبي بكر وعمر وعثمان وروى عنهم وعن أبيه أخبرنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن عبد الله بن عامر بن ربيعة أنه أدرك الخليفتين يعني أبا بكر وعمر يجلدان العبد في الفرية أربعين أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان الثوري عن عبد الله بن ذكوان أبي الزناد عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال أدركت أبا بكر وعمر ومن بعدهما من الخلفاء يضربون في قذف المملوك أربعين قال محمد بن عمر ومات عبد الله بن عامر بن ربيعة بالمدينة سنة خمس وثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان وكان ثقة قليل الحديث ولم يسم لنا قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال أخبرنا الأعمش عن ثابت بن عبيد عن أبي جعفر الأنصاري قال رأيت أبا بكر الصديق ورأسه ولحيته كأنهما جمر الغضا‏.‏

 أبو سهل الساعدي

ولم يسم لنا أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن راشد قال سمعت رجلا من الأنصار يحدث مكحولا عن أبي سهل الساعدي أنه صلى خلف أبي بكر فوصف قراءته‏.‏

 أسلم مولى عمر بن الخطاب

ويكنى أبا زيد أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال اشتراني عمر بن الخطاب سنة اثنتي عشرة وهي السنة التي قدم بالأشعث بن قيس فيها أسيرا فأنا أنظر إليه في الحديد يكلم أبا بكر الصديق وأبو بكر يقول له فعلت وفعلت حتى كان آخر ذلك أسمع الأشعث بن قيس يقول يا خليفة رسول الله استبقني لحربك وزوجني أختك ففعل أبو بكر رحمه الله فمن عليه وزوجه أخته أم فروة بنت أبي قحافة فولدت له محمد بن الأشعث قال محمد بن عمر وروى أسلم أيضا عن أبي بكر الصديق أنه رآه آخذا بطرف لسانه وهو يقول إن هذا أوردني الموارد وقد روى أسلم عن عمر وعثمان وغيرهما أخبرنا محمد بن عمر قال سمعت أسامة بن زيد بن أسلم يقول نحن قوم من الأشعريين ولكنا لا ننكر منة عمر بن الخطاب قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عثمان بن عبيد الله بن أبي رافع قال قلت لسعيد بن المسيب أخبرني عن أسلم مولى عمر ممن هو قال حبشي بجاوي من بجاوة قال عثمان بن عبيد الله وكذلك سمعت أبي يقول أسلم حبشي بجاوي أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم في حديث رواه أن أسلم مولى عمر كان يكنى أبا زيد وتوفي أسلم مولى عمر بالمدينة في خلافة عبد الملك بن مروان هني مولى عمر بن الخطاب أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمرو بن عمير بن هني عن أبيه عن جده أن أبا بكر الصديق لم يحم شيئا من الأرض إلا النقيع وقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حماه فكان يحميه للخيل التي يغزى عليها وكانت إبل الصدقة إذا أخذت عجافا أرسل بها إلى الربذة وما والاها ترعى هناك ولا يحمي لها شيئا ويأمر أهل المياه لا يمنعون من ورد عليهم يشرب معهم ويرعى عليهم فلما كان عمر بن الخطاب وكثر الناس وبعث البعوث إلى الشام وإلى مصر وإلى العراق حمى الربذة واستعملني على حمى الربذة مولى عمر بن الخطاب وقد انتموا إلى جبلان من حمير وروى مالك الدار عن أبي بكر الصديق وعمر رحمهما الله روى عنه أبو صالح السمان وكان معروفا‏.‏

 أبو قرة مولى عبد الرحمن بن الحارث

ابن هشام بن المغيرة المخزومي وكان ثقة قليل الحديث أخبرنا يزيد بن هارون ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك قالا أخبرنا بن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن أبي قرة مولى عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال إن أبا بكر الصديق قسم قسما فقسم لي كما قسم لسيدي قال محمد بن إسماعيل بن أبي فديك قال بن أبي ذئب وكان سيده رجلا من بني مخربة غير الذي أعتقه‏.‏

 زييد بن الصلت بن معدي كرب

ابن وليعة بن شرحبيل بن معاوية بن حجر القرد بن الحارث الولادة بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة وهو كندي بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وإنما سمي الحارث الولادة لكثرة ولده وسمي حجر القرد والقرد في لغتهم الندي الجواد والحارث الولادة هو أخو حجر بن عمرو آكل المرار والملوك الأربعة مخوس ومشرح وجمد وأبضعة بنو معدي كرب بن وليعة بن شرحبيل وهم عمومة زييد وكثير ابني الصلت بن معدي كرب بن وليعة وكانوا وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم مع الأشعث بن قيس فأسلموا ورجعوا إلى بلادهم ثم ارتدوا فقتلوا يوم النجير وإنما سموا ملوكا لأنه كان لكل واحد منهم واد يملكه بما فيه وهاجر كثير وزييد وعبد الرحمن بنو الصلت إلى المدينة فسكنوها وحالفوا بني جمح بن عمرو بن قريش فلم يزل ديوانهم ودعوتهم معهم حتى كان زمن المهدي أمير المؤمنين فأخرجهم من بني جمح وأدخلهم في حلفاء العباس بن عبد المطلب فدعوتهم اليوم معهم وعيالهم هم بعد في بني جمح أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي قال حدثنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير قال حدثني محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان أنه سمع زييد بن الصلت يقول سمعت أبا بكر الصديق يقول لو أخذت سارقا لأحببت أن يستره الله قال محمد بن عمر وقد روى زييد بن الصلت أيضا عن عمر وعثمان رحمهما الله وكان قليل الحديث وأخوه‏.‏

 كثير بن الصلت

ابن معدي كرب بن وليعة بن شرحبيل بن معاوية بن حجر القرد بن الحارث الولادة أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثنا سليمان بن بلال عن عبيد الله بن عمر عن نافع أن كثير بن الصلت كان اسمه قليلا فسماه عمر بن الخطاب كثيرا قال محمد بن عمر وولد كثير بن الصلت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان يكنى أبا عبد الله وقد روى عن عمر وعثمان وزيد بن ثابت وغيرهم وكان له شرف وحال جميلة في نفسه وله دار بالمدينة كبيرة في المصلى وقبلة المصلى في العيدين إليها وهي تشرع على بطحاء الوادي الذي في وسط المدينة وكان من ولد كثير بن الصلت محمد بن عبد الله بن كثير وكان سريا مريا فقيها ولي قضاء المدينة للحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب حين ولاه أبو جعفر المدينة فلما ولي المهدي الخلافة عزل عبد الصمد بن علي عن المدينة وولاها محمد بن عبد الله بن كثير بن الصلت وأخوهما‏.‏

 عبد الرحمن بن الصلت

أخبرنا معن بن عيسى عن مخرمة بن بكير بن عبد الله بن الأشج عن أبيه عن عبد الرحمن بن الصلت أخي كثير بن الصلت شيئا من فعله قال ولا نعلمه روى حديثا عن غيره‏.‏

 عاصم بن عمر

ابن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب وأمه جميلة أخت عاصم بن ثابت بن قيس وهو أبو الأقلح بن عصمة بن مالك بن أمة بن ضبيعة بن زيد من بني عمرو بن عوف من الأنصار أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن عبيد الله بن عمر عن نافع قال غير النبي عليه السلام اسم أم عاصم وكان اسمها عاصية فقال لا بل أنت جميلة أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب‏.‏

 عبيد الله بن عمر بن الخطاب الحيرة

وكان ظئرا لسعد بن أبي وقاص وكان يعلم الكتاب بالمدينة قال عبيد الله فضربته بالسيف فلما وجد حس السيف صلب بين عينيه وانطلق عبيد الله فقتل ابنة أبي لؤلؤة وكانت تدعي الإسلام وأراد عبيد الله ألا يترك سبيا بالمدينة يومئذ إلا قتله فاجتمع المهاجرون الأولون فأعظموا ما صنع عبيد الله من قتل هؤلاء واشتدوا عليه وزجروه عن السبي فقال والله لأقتلنهم وغيرهم يعرض ببعض المهاجرين فلم يزل عمرو بن العاص يرفق به حتى دفع إليه سيفه فأتاه سعد فأخذ كل واحد منهما برأس صاحبه يتناصيان حتى حجز بينهما الناس فأقبل عثمان وذلك في الثلاثة الأيام الشورى قبل أن يبايع له حتى أخذ برأس عبيد الله بن عمر وأخذ عبيد الله برأسه حتى حجز بينهما وأظلمت الأرض يومئذ على الناس فعظم ذلك في صدور الناس وأشفقوا أن تكون عقوبة قتل عبيد الله جفينة والهرمزان وابنة أبي لؤلؤة أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن يعقوب عن أبي وجزة عن أبيه قال رأيت عبيد الله يومئذ وإنه ليناصي عثمان وإن عثمان ليقول قاتلك الله قتلت رجلا يصلي وصبية صغيرة وآخر من ذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في الحق تركك قال فعجبت لعثمان حين ولي كيف تركه ولكن عرفت أن عمرو بن العاص كان دخل في ذلك فلفته عن رأيه أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن بن أبي عون عن عمران بن مناح قال جعل سعد بن أبي وقاص يناصي عبيد الله بن عمر حين قتل الهرمزان وابنة أبي لؤلؤة وجعل سعد يقول وهو يناصيه‏:‏ لا أسد إلا أنت تنهت واحدا وغالت أسود الأرض عنك الغوائل والشعر لكلاب بن علاط أخي الحجاج بن علاط فقال عبيد الله‏:‏ تعلم أني لحم ما لا تسيغه فكل من خشاش الأرض ما كنت آكلا فجاء عمرو بن العاص فلم يزل يكلم عبيد الله ويرفق به حتى أخذ سيفه منه وحبس في السجن حتى أطلقه عثمان حين ولي أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عتبة بن جبيرة عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال ما كان عبيد الله يومئذ إلا كهيئة السبع الحرب يعترض العجم بالسيف حتى حبس في السجن فكنت أحسب أن عثمان إن ولي سيقتله لما كنت أراه صنع به كان هو وسعد أشد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال قال علي لعبيد الله بن عمر ما ذنب بنت أبي لؤلؤة حين قتلتها قال فكان رأي علي حين استشاره عثمان ورأي الأكابر من أصحاب رسول الله على قتله لكن عمرو بن العاص كلم عثمان حتى تركه فكان علي يقول لو قدرت على عبيد الله بن عمر ولي سلطان لاقتصصت منه أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني هشام بن سعد قال حدثني من سمع عكرمة مولى بن عباس قال كان رأي علي أن يقتل عبيد الله بن عمر لو قدر عليه أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري قال لما استخلف عثمان دعا المهاجرين والأنصار فقال أشيروا في قتل هذا الذي فتق في الدين ما فتق فأجمع رأي المهاجرين والأنصار على كلمة واحدة يشجعون عثمان على قتله وقال جل الناس أبعد الله الهرمزان وجفينة يريدون يتبعون عبيد الله أباه فكثر ذلك القول فقال عمرو بن العاص يا أمير المؤمنين إن هذا الأمر قد كان قبل أن يكون لك سلطان على الناس فأعرض عنه فتفرق الناس عن كلام عمرو بن العاص أخبرنا محمد بن عمر قال فحدثني بن جريج أن عثمان استشار المسلمين فأجمعوا على ديتهما ولا يقتل بهما عبيد الله بن عمر وكانا قد أسلما وفرض لهما عمر وكان علي بن أبي طالب لما بويع له أراد قتل عبيد الله بن عمر فهرب منه إلى معاوية بن أبي سفيان فلم يزل معه فقتل بصفين أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير قال سمعت رجلا من أهل الشام يحدث في مجلس عمرو بن دينار فسألت عنه بعد فقيل هو يزيد بن يزيد بن جابر يقول إن معاوية دعا عبيد الله بن عمر فقال إن عليا كما ترى في بكر بن وائل قد حامت عليه فهل لك أن تسير في الشهباء قال نعم فرجع عبيد الله إلى خبائه فلبس سلاحه ثم إنه فكر وخاف أن يقتل مع معاوية على حاله فقال له مولى له فداك أبي إن معاوية إنما يقدمك للموت إن كان لك الظفر فهو يلي وإن قتلت استراح منك ومن ذكرك فأطعني واعتل قال ويحك قد عرفت ما قلت فقالت له امرأته بحرية بنت هانئ ما لي أراك مشمرا قال أمرني أميري أن أسير في الشهباء قالت هو والله مثل التابوت لم يحمله أحد قط إلا قتل أنت تقتل وهو الذي يريد معاوية قال اسكتي والله لأكثرن القتل في قومك اليوم فقالت لا يقتل هذا خدعك معاوية وغرك من نفسك وثقل عليه مكانك قد أبرم هذا الأمر هو وعمرو بن العاص قبل اليوم فيك لو كنت مع علي أو جلست في بيتك كان خيرا لك قد فعل ذلك أخوك وهو خير منك قال اسكتي وهو يتبسم ضاحكا لترين الأسارى من قومك حول خبائك هذا قالت والله لكأني راكبة دابتي إلى قومي أطلب جسدك أواريه إنك مخدوع إنما تمارس قوما غلب الرقاب فيهم الحرون ينظرونه نظر القوم إلى الهلاك لو أمرهم بترك الطعام والشراب ما ذاقوه قال أقصري من العذل فليس لك عندنا طاعة فرجع عبيد الله إلى معاوية فضم إليه الشهباء وهم اثنا عشر ألفا وضم إليه ثمانية آلاف من أهل الشام فيهم ذو الكلاع في حمير فقصدوا يؤمون عليا فلما رأتهم ربيعة جثوا على الركب وشرعوا الرماح حتى إذا غشوهم ثاروا إليهم واقتتلوا أشد القتال ليس فيهم إلا الأسل والسيوف وقتل عبيد الله وقتل ذو الكلاع والذي قتل عبيد الله زياد بن خصفة التيمي وقال معاوية لامرأة عبيد الله لو أتيت قومك فكلمتهم في جسد عبيد الله بن عمر فركبت إليهم ومعها من يجيرها فأتتهم فانتسبت فقالوا قد عرفناك مرحبا بك فما حاجتك قالت هذا الجسد الذي قتلتموه فأذنوا لي في حمله فوثب شباب من بكر بن وائل فوضعوه على بغل وشدوه وأقبلت امرأته عسكر معاوية فتلقاها معاوية بسرير فحمله عليه وحفر له وصلى عليه ودفنه ثم جعل يبكي ويقول قتل بن الفاروق في طاعة خليفتكم حيا وميتا فترحموا عليه وإن كان الله قد رحمه ووفقه للخير قال تقول بحرية وهي تبكي عليه وبلغها ما يقول معاوية فقالت أما أنت فقد عجلت له يتم ولده وذهاب نفسه ثم الخوف عليه لما بعد أعظم الأمر فبلغ معاوية كلامها فقال لعمرو بن العاص ألا ترى ما تقول هذه المرأة فأخبره فقال والله لعجب لك ما تريد أن يقول الناس شيئا فوالله لقد قالوا في خير منك ومنا فلا يقولون فيك أيها الرجل إن لم تغض عما ترى كنت من نفسك في غم قال معاوية هذا والله رأيي الذي ورثت من أبي أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الله بن نافع عن أبيه قال اختلف علينا في قتل عبيد الله بن عمر فقائل يقول قتلته ربيعة وقائل يقول قتله رجل من همدان وقائل يقول قتله عمار بن ياسر وقائل يقول قتله رجل من بني حنيفة أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمر بن محمد بن عمر عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن سعد بن الحسن مولى الحسن بن علي قال خرجت مع الحسن بن علي ليلة بصفين في خمسين رجلا من همدان يريد أن يأتي عليا وكان يومنا يوما قد عظم فيه الشر بين الفريقين فمررنا برجل أعور من همدان يدعى مذكورا قد شد مقود فرسه برجل رجل مقتول فوقف الحسن بن علي على الرجل فسلم ثم قال من أنت فقال رجل من همدان فقال له الحسن ما تصنع ها هنا فقال أضللت أصحابي في هذا المكان في أول الليل فأنا أنتظر رجعتهم قال ما هذا القتيل قال لا أدري غير أنه كان شديدا علينا يكشفنا كشفا شديدا وبين ذلك يقول أنا الطيب بن الطيب وإذا ضرب قال أنا بن الفاروق فقتله الله بيدي فنزل الحسن إليه فإذا عبيد الله بن عمر وإذا سلاحه بين يدي الرجل فأتى به عليا فنفله علي سلبه وقومه أربعة آلاف أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا الحسن بن عمارة عن أبيه عن أبي رزين قال كنت مولاي بصفين فرأيت عليا بعدما مضى ربع الليل يطوف على الناس يأمرهم وينهاهم فأصبحوا يوم الجمعة فالتقوا وتقاتلوا أشد القتال والتقى عمار بن ياسر وعبيد الله بن عمر فقال عبيد الله أنا الطيب بن الطيب فقال له عمار بن ياسر أنت الخبيث بن الطيب فقتله عمار ويقال قتله رجل من الحضارمة قال محمد بن عمر وحدثني غير الحسن بن عمارة بغير هذا الإسناد أن عبيد الله بن عمر قطع أذن عمار يومئذ عندنا أن أذن عمار قطعت يوم اليمامة‏.‏

 محمد بن ربيعة

ابن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ويكنى أبا حمزة وأمه جمانة بنت أبي طالب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي فولد محمد بن ربيعة بن حمزة وبه كان يكنى والقاسم وحميدا وعبد الله الأكبر وهو عائذ الله وأمه جويرية بنت أبي عزة الشاعر الذي قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد صبرا واسم أبي عزة عمرو بن عبد الله بن عمير بن أهيب بن حذافة بن جمح وعبد الله وجعفرا لا بقية له والحارث وعثمان وأم كلثوم وأم عبد الله وأمهم أمة الله بنت عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي وعليا ومحمدا لأم ولد وأم عبد الله وابنة أخرى لأم ولد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحمد بن ربيعة بن أكثر من عشر سنين ولا نعلمه روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا وقد لقي عمر بن الخطاب وروى عنه أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا بن أبي ذئب عن عثمان بن عبيد الله بن أبي رافع عن عبد الرحمن الأعرج عن محمد بن ربيعة بن الحارث أنه أخبره أن عمر بن الخطاب رآه وهو طويل الشعر وذلك في ذي الحليفة قال محمد وأنا على ناقتي وأنا في ذي الحجة أريد الحج فأمرني أن أقصر من رأسي ففعلت قال محمد بن عمر عبد الرحمن الأعرج هو مولى محمد بن ربيعة بن الحارث عتاقة‏.‏

 عبد الله بن نوفل بن الحارث

ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه ضريبة بنت سعيد بن القشب واسمه جندب بن عبد الله بن رافع بن نضلة بن محضب بن صعب بن مبشر بن دهمان من الأزد وأمها أم حكيم بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف خالة سعد بن أبي وقاص وأم سعد حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس فولد عبد الله بن نوفل ولد عبد الله بن نوفل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد العزيز بن محمد وأبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عثمان بن عمر عن أبي الغيث قال سمعت أبا هريرة لما ولي مروان بن الحكم المدينة لمعاوية بن أبي سفيان سنة اثنتين وأربعين في الإمرة الأولى استقضى عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بالمدينة فسمعت أبا هريرة يقول هذا أول قاض رأيته في الإسلام قال محمد بن عمر وأجمع أصحابنا على أن عبد الله بن نوفل بن الحارث أول من قضى بالمدينة لمروان بن الحكم وأهل بيته ينكرون عليه أن يكون ولي القضاء بالمدينة هو ولا أحد من بني هاشم وقال أهل بيته توفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان قال محمد بن عمر ونحن نقول إنه بقي بعد معاوية دهرا وتوفي سنة أربع وثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان‏.‏

 عبيد الله بن نوفل

ابن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا علي بن زيد بن جدعان أن عبيد الله بن نوفل وسعيد بن نوفل والمغيرة بن نوفل كانوا من قراء قريش وكانوا يبكرون إلى الجمعة إذا طلعت الشمس يريدون بذلك الساعة التي ترجى فنام عبيد الله بن نوفل فدح دحة فقيل هذه الساعة التي تريد فرفع رأسه فإذا مثل غمامة تصعد في السماء وذلك حين زالت الشمس وقد قال حماد فدح في ظهره دحة‏.‏

 المغيرة بن نوفل بن الحارث

ابن عبد المطلب بن هاشم وأمه ضريبة بنت سعيد بن القشب واسمه جندب بن عبد الله بن رافع بن نضلة بن محضب بن صعب بن مبشر بن دهمان من الأزد فولد المغيرة أبا سفيان لا بقية له وأمه آمنة ابنة أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وعبد الملك وعبد الواحد وأمهما أم ولد وسعيدا ولوطا وإسحاق وصالحا وربيعة وعبد الرحمن لأمهات أولاد شتى وعبد الله وعونا لأم ولد وأمامة وأم المغيرة وأمهما بنت همام بن مطرف من بني عقيل أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن علي بن الحسين أن كعبا أخذ بيد المغيرة بن نوفل فقال اشفع لي يوم القيامة قال فانتزع يده من يده وقال وما أنا إنما أنا رجل من المسلمين قال فأخذ بيده فغمزها غمزا شديدا وقال ما من مؤمن من آل محمد إلا وله شفاعة يوم القيامة ثم قال اذكر هذا بهذا أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثني الحكم بن الصلت المؤذن قال حدثني عبد الملك بن المغيرة بن نوفل قال حدثني أبي قال أخذ بيدي كعب الأحبار فعصرها ثم قال أختبيء هذه عندك لتذكرها يوم القيامة قال وما أذكر منها قال والذي نفسي بيده ليبدأن محمد بالشفاعة يوم القيامة بالأقرب فالأقرب‏.‏

 سعيد بن نوفل بن الحارث

ابن عبد المطلب بن هاشم وأمه ضريبة بنت سعيد بن القشب واسمه جندب بن عبد الله بن رافع بن نضلة بن محضب بن صعب بن مبشر بن دهمان من الأزد فولد سعيد بن نوفل إسحاق الأكبر وحنظلة والوليد وسليمان والأشعث وأم سعيد واسمها امة وأمهم أم الوليد بنت أبي خرشة بن الحارث بن مالك بن المسيب من بني حبشية من خزاعة وإسحاق الأصغر ويعقوب وأم عبد الله وأم إسحاق وهم لأمهات أولاد ورقية وأمها أم كلثوم بنت جعفر بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب قال وكان سعيد بن نوفل فقيها عابدا‏.‏

 عبد الله بن الحارث

ابن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه هند بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فأتت به أمه هند بنت أبي سفيان أختها أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب زوج النبي عليه السلام فدخل عليها رسول الله فقال ما هذا يا أم حبيبة فالت هذا بن عمك وابن أخي هذا بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وابن هند بنت أبي سفيان بن حرب قال فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في فيه ودعا له فولد عبد الله بن الحارث عبد الله بن عبد الله ومحمد بن عبد الله وأمهما خالدة بنت معتب بن أبي لهب بن عبد المطلب وأمها عاتكة بنت أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وأمها أم عمرو بنت المقوم بن عبد المطلب وإسحاق بن عبد الله وعبيد الله بن عبد الله وهو الأرجوان والفضل بن عبد الله وأم الحكم بنت عبد الله ولدت لمحمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب يحيى ومحمدا درجا والعالية بني محمد وأم أبيها بنت عبد الله وزينب بنت عبد الله وأم سعيد بنت عبد الله وأم جعفر وأمهم أم عبد الله بنت العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وعبد الرحمن بن عبد الله وأمه بنت محمد بن صيفي بن أبي رفاعة بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وعون بن عبد الله وأمه أم ولد وضريبة بنت عبد الله لأم ولد وخالدة بنت عبد الله لأم ولد وأم عمرو وهندا بني عبد الله لأم ولد أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمر عن عطاء بن أبي راشد عن عبد الله بن الحارث أنه كان على مكة زمن عثمان أخبرنا الفضل بن دكين عن سفيان بن عيينة عن عبد الكريم عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال زوجني أبي في إمارة عثمان فدعا ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء صفوان بن أمية شيخ كبير فقال إن رسول الله قال انهسوا اللحم نهسا فإنه أهنأ وأمرأ أو أشهى وأمرأ قال محمد بن عمر وكان عبد الله بن الحارث يكنى أبا محمد وسمع من عمر بن الخطاب خطبته بالجابية وسمع من عثمان بن عفان ومن أبي بن كعب وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس ومن أبيه الحارث بن نوفل وكان ثقة كثير الحديث وكان عبد الله بن الحارث قد تحول إلى البصرة مع أبيه وابتنى بها دارا وكان يلقب ببة فلما كان أيام مسعود بن عمرو وخرج عبيد الله بن زياد عن البصرة واختلف الناس بينهم وتداعت القبائل والعشائر أجمعوا أمرهم فولوا عبد الله بن الحارث بن نوفل صلاتهم وفيأهم وكتبوا بذلك إلى عبد الله بن الزبير إنا قد رضينا به فأقره عبد الله بن الزبير على البصرة وصعد عبد الله بن الحارث بن نوفل المنبر فلم يزل يبابع الناس لعبد الله بن الزبير حتى نعس فجعل يبايعهم وهو نائم ماد يده فقال سحيم بن وثيل اليربوعي‏:‏ بايعت أيقاظا وأوفيت بيعتي وببة قد بايعته وهو نائم فلم يزل عبد الله بن الحارث عاملا لعبد الله بن الزبير على البصرة سنة ثم عزله واستعمل الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي وخرج عبد الله بن الحارث بن نوفل إلى عمان فمات بها‏.‏

 سليمان بن أبي حثمة

ابن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب وأمه الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس بن خلف بن صداد بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب فولد سليمان بن أبي حثمة أبا بكر وعكرمة ومحمدا وأمهم أمة الله بنت المسيب بن صيفي بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وعثمان بن سليمان وأمه ميمونة بنت قيس بن ربيعة بن ربعان بن حرثان بن نصر بن عمرو بن ثعلبة بن كنانة بن عمرو بن قين بن فهم ولد سليمان بن أبي حثمة على عهد النبي عليه السلام وكان رجلا على عهد عمر بن الخطاب وأمره عمر أن يؤم النساء وقد سمع من عمر أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه أن سليمان بن أبي حثمة كان يؤم النساء في عهد عمر في شهر رمضان أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال وحدثني سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن عمر بن الخطاب أمر سليمان بن أبي حثمة أن يقوم للنساء أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني بن أبي سبرة عن عمر بن عبد الله العنسي أن أبي بن كعب وتميما الداري كانا يقومان في مقام النبي عليه السلام يصليان بالرجال وأن سليمان بن أبي حثمة كان يقوم بالنساء في رحبة المسجد فلما كان عثمان بن عفان جمع الرجال والنساء على قارىء واحد سليمان بن أبي حثمة وكان يأمر النساء فيحبسن حتى يمضي الرجال ثم يرسلن‏.‏

 ربيعة بن عبد الله

ابن الهدير بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة وأمه سمية بنت أبي قيس بن الحارث بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب فولد ربيعة بن عبد الله عبد الله وأم جميل لأم ولد وعبد الرحمن وعثمان وهارون وعيسى وموسى ويحيى وصالحا لأمهات أولاد شتى ولد ربيعة بن عبد الله بن الهدير على عهد رسول الله وروى عن أبي بكر وعمر وكان ثقة قليل الحديث أخبرنا سفيان بن عيينة عن بن المنكدر سمع ربيعة بن عبد الله بن الهدير يقول رأيت عمر بن الخطاب يقدم الناس أمام جنازة زينب ابنة جحش وأخوه‏.‏

 المنكدر بن عبد الله

ابن الهدير بن عبدالعرى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة وأمه سمية بنت قيس بن الحارث بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب فولد المنكدر بن عبد الله عبيد الله وأم عبيد الله وأمهما سعدة ابنة عبيد الله بن عبد الله بن عبد الله بن شهاب من بني رهرة ومحمد بن المنكدر الفقيه وعمر وأبا بكر وأم يحيى لأمهات أولاد قال وروى حجاج بن محمد عن أبي معشر قال دخل المنكدر بن عبد الله على عائشة فقالت لك ولد قال لا فقالت لو كان عندي عشرة آلاف درهم لوهبتها لك قال فما أمست حتى بعث إليها معاوية بمال فقالت ما أسرع ما ابتليت وبعثت إلى المنكدر بعشرة آلاف درهم فاشترى منها جارية فهي أم ولده محمد وعمر وأبي بكر‏.‏

 عبد الله بن عياش

ابن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه أسماء ابنة سلامة بن مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم فولد عبد الله بن عياش الحارث وأمة الله وأمهما هند بنت مطرف بن سلامة بن مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم ولد عبد الله بن عياش بأرض الحبشة ولا نعلمه روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا وقد روى عن عمر بن الخطاب وله دار بالمدينة‏.‏

 الحارث بن عبد الله

ابن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه أم ولد فولد الحارث بن عبد الله عبد الله وأمه أم عبد الغفار ابنة عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس وعبد الملك وعبد العزيز وعبد الرحمن وأم حكيم وحنتمة وأمهم حنتمة بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ومحمدا وعمر وسعدا وأبا بكر وأم فروة وقريبة وأبية وأسماء وأمهم عائشة بنت محمد بن الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة من كندة وعياش بن الحارث لأم ولد وعمر لأم ولد وأم داود وأم الحارث وأمهما أم أبان بنت قيس بن عبد الله بن الحصين ذي الغصة بن يزيد بن شداد بن قنان الحارثي وأم محمد وأمة الرحمن وأمهما أم أيوب ابنة عبد الله بن زهير بن أبي أمية بن المغيرة وفاطمة وأمها أم ولد وعبد الرحمن وعبد الله الأكبر وأمهما عاتكة بنت صفوان بن أمية بن خلف الجمحي استعمل عبد الله بن الزبير الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة على البصرة وكان رجلا سهاكا فمر بمكيال بالبصرة فقال إن هذا لقباع صالح فلقبوه القباع وكان خطيبا عفيفا وكان فيه سواد لأن أمه كانت حبشية نصرانية فماتت فشهدها الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة وشهدها معه الناس فكانوا ناحية وجاء أهل دينهم فولوها وشهدها منهم جماعة كثيرة وكانوا على حدة وفيه يقول أبو الأسود الدؤلي لعبد الله بن الزبير‏:‏ أمير المؤمنين أبا بكير أرحنا من قباع بني المغيرة حمدناه ولمسناه فأعيا علينا ما يمر لنا مريره سوى أن الفتى نكح أكول وسهاك مخاطبه كثيره كأنا حين جئناه أطفنا بضبعان تورط في حظيره قال فعزله عبد الله بن الزبير عن البصرة وكانت ولايته عليها سنة واستعمل مكانه مصعب بن الزبير فقدم البصرة ثم تهيأ للخروج إلى المختار بن أبي عبيد‏.‏

 سعيد بن العاص

ابن سعيد بن أحيحة بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمه أم كلثوم بنت عمرو بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وأمها أم حبيب ابنة العاص بن أمية بن عبد شمس فولد سعيد بن العاص عثمان الأكبر درج ومحمدا وعمرا وعبد الله الأكبر درج والحكم درج وأمهم أم البنين ابنة الحكم بن أبي العاص بن أمية وعبد الله بن سعيد وأمه أم حبيب بنت جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل ويحيى بن سعيد وأيوب درج وأمهما العالية ابنة سلمة بن يزيد بن مشجعة بن المجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفي بن سعد العشيرة من مذحج وأبان بن سعيد وخالدا والزبير درجا وأمهم جويرية بنت سفيان بن عويف بن عبد الله بن عامر بن هلال بن عامر بن عوف بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة وعثمان الأصغر بن سعيد وداود وسليمان ومعاوية وآمنة وأمهم أم عمرو ابنة عثمان بن عفان وأمها رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس وسليمان الأصغر بن سعيد وأمه أم سلمة بنت حبيب بن بحير بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب وسعيد بن سعيد وأمه مريم بنت عثمان بن عفان وأمها نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص من كلب وعنبسة بن سعيد لأم ولد وعتبة بن سعيد لأم ولد وعتبة بن سعيد ومريم وأمهما أم ولد وإبراهيم بن سعيد وأمه بنت سلمة بن قيس بن علاثة بن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب وجرير بن سعيد وأم سعيد ابنة سعيد وأمهما عائشة بنت جرير بن عبد الله البجلي ورملة بنت سعيد وأم عثمان بنت سعيد وأميمة بنت سعيد وأمهن أميمة بنت عامر بن مالك بن عامر بن عمرو بن ذيبان بن ثعلبة بن عمرو بن يشكر من بجيلة وهي أخت أبي أراكة والرواع ابنة جرير بن عبد الله البجلي وحفصة بنت سعيد وعائشة الكبرى وأم عمرو وأم يحيى وفاختة وأم حبيب الكبرى وأم حبيب الصغرى وأم كلثوم وسارة وأم داود وأم سليمان وأم إبراهيم وحميدة وهن الأمهات أولاد شتى وعائشة الصغرى ابنة سعيد وأمها أم حبيب ابنة بحير بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب قال وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وسعيد بن العاص بن تسع سنين أو نحوها وذلك أن أباه العاص بن سعيد بن العاص بن أمية قتل يوم بدر كافرا وقال عمر بن الخطاب لسعيد بن العاص ما لي أراك معرضا كأنك ترى أني قتلت أباك ما أنا قتلته ولكنه قتله علي بن أبي طالب ولو قتلته ما اعتذرت من قتل مشرك ولكني قتلت خالي بيدي العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم فقال سعيد بن العاص يا أمير المؤمنين لو قتلته كنت على حق وكان على باطل فسر ذلك عمر منه قال أخبرنا الوليد بن عطاء بن الأغر وأحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قالا حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي عن جده أن سعيد بن العاص أتى عمر يستزيده في داره التي بالبلاط وخطط أعمامه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر صل معي الغداة وغبش ثم أذكرني حاجتك قال ففعلت حتى إذا هو انصرف قلت يا أمير المؤمنين حاجتي التي أمرتني أن أذكرها لك قال فوثب معي ثم قال امض نحو دارك حتى انتهيت إليها فزادني وخط لي برجله فقلت يا أمير المؤمنين زدني فإنه نبتت لي نابتة من ولد وأهل فقال حسبك وأختبيء عندك أن سيلي الأمر بعدي من يصل رحمك ويقضي حاجتك قال فمكث خلافة عمر بن الخطاب حتى استخلف عثمان وأخذها عن شورى ورضى فوصلني وأحسن وقضى حاجتي وأشركني في أمانته قالوا ولم يزل سعيد بن العاص في ناحية عثمان بن عفان للقرابة فلما عزل عثمان الوليد بن عقبة بن أبي معيط عن الكوفة دعا سعيد بن العاص واستعمله عليها فلما قدم الكوفة قدمها شابا مترفا ليست له سابقة فقال لا أصعد المنبر حتى يطهر فأمر بع فغسل ثم صعد المنبر فخطب أهل الكوفة وتكلم بكلام قصر بهم فيه ونسبهم إلى الشقاق والخلاف فقال إنما هذا السواد بستان لأغيلمة من قريش فشكوه إلى عثمان فقال كلما رأى أحدكم من أميره جفوة أرادنا أن نعزله وقدم سعيد بن العاص المدينة وافدا على عثمان فبعث إلى وجوه المهاجرين والأنصار بصلات وكسى وبعث إلى علي بن أبي طالب أيضا فقبل ما بعث إليه وقال علي إن بني أمية ليفوقوني تراث محمد عليه السلام تفوقا والله لئن بقيت لهم لأنفضنهم من ذلك نفض القصاب التراب الوذمة ثم انصرف سعيد بن العاص إلى الكوفة فأضر بأهلها إضرارا شديدا وعمل عليها خمس سنين إلا شهرا وقال مرة بالكوفة من رأى الهلال منكم وذلك في فطر رمضان فقال القوم ما رأيناه فقال هاشم بن عتبة بن أبي وقاص أنا رأيته فقال له سعيد بن العاص بعينك هذه العوراء رأيته من بين القوم فقال هاشم تعيرني بعيني وإنما فقئت في سبيل الله وكانت عينه أصيبت يوم اليرموك ثم أصبح هاشم في داره مفطرا وغدى الناس عنده فبلغ ذلك سعيد بن العاص فأرسل إليه فضربه وحرق داره فخرجت أم الحكم بنت عتبة بن أبي وقاص وكانت من المهاجرات ونافع بن أبي وقاص من الكوفة حتى قدما المدينة فذكرا لسعد بن أبي وقاص ما صنع سعيد بهاشم فأتى سعد عثمان فذكر ذلك له فقال عثمان سعيد لكم بهاشم اضربوه بضربه ودار سعيد لكم بدار هاشم فأحرقوها كما حرق داره فخرج عمر بن سعد بن أبي وقاص وهو يومئذ غلام يسعى حتى أشعل النار في دار سعيد بالمدينة فبلغ الخبر عايشة فأرسلت إلى سعد بن أبي وقاص تطلب إليه وتسأله أن يكف ففعل ورحل من الكوفة إلى عثمان الأشتر مالك بن الحارث ويزيد بن مكفف وثابت بن قيس وكميل بن زياد النخعي وزيد وصعصعة ابنا صوحان العبديان والحارث بن عبد الله الأعور وجندب بن زهير وأبو زينب الأزديان وأصغر بن قيس الحارثي يسألونه عزل سعيد بن العاص عنهم ورحل سعيد وافدا على عثمان فوافقهم عنده فأبى عثمان أن يعزله وأمره أن يرجع إلى عمله فخرج الأشتر من ليلته في نفر من أصحابه فسار عشر ليال إلى الكوفة فاستولى عليها وصعد المنبر فقال هذا سعيد بن العاص قد أتاكم يزعم أن هذا السواد بستان لأغيلمة من قريش والسواد مساقط رؤوسكم ومراكز رماحكم وفيؤكم وفيء آبائكم فمن كان يرى لله عليه حقا فلينهض إلى الجرعة فخرج الناس فعسكروا بالجرعة وهي بين الكوفة والحيرة وأقبل سعيد بن العاص حتى نزل العذيب فدعا الأشتر يزيد بن قيس الأرحبي وعبد الله بن كنانة العبدي وكانا محربين فعقد لكل واحد منهما خمسمائة فارس وقال لهما سيرا إلى سعيد بن العاص فأزعجاه وألحقاه بصاحبه فإن أبى فاضربا عنقه وأتياني برأسه فأتياه فقالا له ارحل إلى صاحبك فقال إبلي انضاء أعلفها أياما ونقدم المصر فنشتري حوائجنا ونتزود ثم أرتحل فقالا لا والله ولا ساعة لترتحلن أو لنضربن عنقك فلما رأى الجد منهما ارتحل لاحقا بعثمان وأتيا الأشتر فأخبراه وانصرف الأشتر من معسكره إلى الكوفة فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال والله يا أهل الكوفة ما غضبت إلا لله ولكم وقد ألحقنا هذا الرجل بصاحبه وقد وليت أبا موسى الأشعري صلاتكم وثغركم وحذيفة بن اليمان على فيئكم ثم نزل وقال يا أبا موسى اصعد فقال أبو موسى ما كنت لأفعل ولكن هلموا فبايعوا لأمير المؤمنين عثمان وجددوا له البيعة في أعناقكم فأجابه الناس إلى ذلك فقبل ولايتهم وجدد البيعة لعثمان في رقابهم وكتب إلى عثمان بما صنع فأعجب ذلك عثمان وسره فقال عتبة بن الوعل التغلبي شاعر أهل الكوفة تصدق علينا بن عفان واحتسب وأمر علينا الأشعري لياليا فقال عثمان نعم وشهورا وسنين إن بقيت وكان الذي صنع أهل الكوفة بسعيد بن العاص أول وهن دخل على عثمان حين اجترىء عليه ولم يزل أبو موسى واليا لعثمان على الكوفة حتى قتل عثمان ولم يزل سعيد بن العاص حين رجع عن الكوفة بالمدينة حتى وثب الناس بعثمان فحصروه فلم يزل سعيد معه في الدار يلزمه لم يفارقه ويقاتل دونه أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن يزيد الهذلي عن عبد الله بن ساعدة قال جاء سعيد بن العاص إلى عثمان فقال يا أمير المؤنين إلى متى تمسك بأيدينا قد أكلنا أكلا هؤلاء القوم منهم من قد رمانا بالنبل ومنهم من قد رمانا بالحجارة ومنهم شاهر سيفه فمرنا بأمرك فقال عثمان إني والله ما أريد قتالهم ولو أردت قتالهم لرجوت أن أمتنع منهم ولكني أكلهم إلى الله وأكل من ألبهم علي إلى الله فإنا سنجتمع عند ربنا فأما قتال فوالله ما آمرك بقتال فقال سعيد والله لا أسأل عنك أحدا أبدا فخرج فقاتل حتى أم أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني الحكم بن القاسم عن مصعب بن محمد بن عبد الله بن أبي أمية قال حدثني من رأى سعيد بن العاص يومئذ يقاتل فضربه رجل ضربة مأمومة فلقد رأيته وإنه ليسمع الرعد فيغشى عليه قالوا فلما خرج طلحة والزبير وعائشة من مكة يريدون البصرة خرج معهم سعيد بن العاص ومروان بن الحكم وعبد الرحمن بن عتاب بن أسيد والمغيرة بن شعبة فلما نزلوا مر الظهران ويقال ذات عرق قام سعيد بن العاص فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن عثمان عاش في الدنيا حميدا وخرج منها فقيدا وتوفي سعيدا شهيدا فضاعف الله حسناته وحط سيئاته ورفع درجاته مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وقد زعمتم أيها الناس أنكم إنما تخرجون تطلبون بدم عثمان فإن كنتم ذلك تريدون فإن قتلة عثمان على صدور هذه المطي وأعجازها فميلوا عليهم بأسيافكم وإلا فانصرفوا إلى منازلكم ولا تقتلوا في رضى المخلوقين أنفسكم ولا يغني الناس عنكم يوم القيامة شيئا فقال مروان بن الحكم لا بل نضرب بعضهم ببعض فمن قتل كان الظفر فيه ويبقى الباقي فنطلبه وهو واهن ضعيف وقام المغيرة بن شعبة فحمد الله وأثنى عليه وقال إن ارأي ما رأى سعيد بن العاص من كان من هوازن فأحب أن يتبعني فليفعل فتبعه منهم أناس وخرج حتى نزل الطائف فلم يزل بها حتى مضى الجمل وصفين ورجع سعيد بن العاص بمن اتبعه حتى نزل مكة فلم يزل بها حتى مضى الجمل وصفين ومضى طلحة والزبير وعائشة ومعهم عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد ومروان بن الحكم ومن اتبعهم من قريش وغيرهم إلى البصرة فشهدوا وقعة الجمل فلما ولي معاوية الخلافة ولى مروان بن الحكم المدينة ثم عزله وولاها سعيد بن العاص ثم عزله وولاها مروان بن الحكم ثم عزله عنها وولاها سعيد بن العاص فمات الحسن بن علي بن أبي طالب في ولايته تلك سنة خمسين بالمدينة فصلى عليه سعيد بن العاص‏.‏

 مروان بن الحكم

ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمه أم عثمان وهي آمنة بنت علقمة بن صفوان بن أمية بن محرث بن خمل بن شق بن رقبة بن مخدج بن الحارث بن ثعلبة بن مالك بن كنانة وأمها الصعبة بنت أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي فولد مروان بن الحكم ثلاثة عشر رجلا ونسوة عبد الملك وبه كان يكنى ومعاوية وأم عمرو وأمهم عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية وعبد العزيز بن مروان وأم عثمان وأمهما ليلى بنت زبان بن الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب من كلب وبشر بن مروان وعبد الرحمن درج وأمهما قطية بنت بشر بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب وأبان بن مروان وعبيد الله وعبد الله درج وأيوب وعثمان وداود ورملة وأمهم أم أبان بنت عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية وأمها رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وعمرو بن مروان وأم عمرو وأمهما زينب بنت أبي سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ومحمد بن مروان وأمه زينب أم ولد قالوا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ومروان بن الحكم بن ثماني سنين فلم يزل مع أبيه بالمدينة حتى مات أبوه الحكم بن أبي العاص في خلافة عثمان بن عفان فلم يزل مروان مع بن عمه عثمان بن عفان وكان كاتبا له وأمر له عثمان بأموال وكان يتأول في ذلك صلة قرابته وكان الناس ينقمون على عثمان تقريبه مروان وطاعته له ويرون أن كثيرا مما ينسب إلى عثمان لم يأمر به وأن ذلك عن رأي مروان دون عثمان فكان الناس قد شنفوا لعثمان لما كان يصنع بمروان ويقربه وكان مروان يحمله على أصحابه وعلى الناس ويبلغه ما يتكلمون فيه ويهددونه به ويريه أنه يتقرب بذلك إليه وكان عثمان رجلا كريما حييا سليما فكان يصدقه في بعض ذلك ويرد عليه بعضا وينازع مروان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه فيرده عن ذلك ويزبره فلما حصر عثمان كان مروان يقاتل دونه أشد القتال وأرادت عائشة الحج وعثمان محصور فأتاها مروان وزيد بن ثابت وعبد الرحمن بن عتاب بن أسيد بن أبي العاص فقالوا يا أم المؤمنين لو أقمت فإن أمير المؤمنين على ما ترين محصور ومقامك مما يدفع الله به عنه فقالت قد حلبت ظهري وعريت غرائزي ولست أقدر على المقام فأعادوا عليها الكلام فأعادت عليهم مثل ما قالت لهم فقام مروان وهو يقول‏:‏ وحرق قيس علي البلاد حتى إذا استعرت أجذما فقالت عائشة أيها المتمثل علي بالأشعار وددت والله أنك وصاحبك هذا الذي يعنيك أمره في رجل كل واحد منكما رحا وأنكما في البحر وخرجت إلى مكة أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسحاق بن يحيى عن عيسى بن طلحة قال كان مروان يقاتل يوم الدار أشد القتال ولقد ضرب يومئذ كعبة ما يظن إلا أنه قد مات مما به من الجراح أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني خالد بن الهيثم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي حفصة مولى مروان قال خرج مروان بن الحكم يومئذ يرتجز ويقول من يبارز فبرز إليه عروة بن شييم بن البياع الليثي فضربه على قفاه بالسيف فخر لوجهه فقام إليه عبيد بن رفاعة بن رافع الزرقي بسكين معه ليقطع رأسه فقامت إليه أمه التي أرضعته وهي فاطمة الثقفية وهي جدة إبراهيم بن العربي صاحب اليمامة فقالت إن كنت تريد قتله فقد قتلته فما تصنع بلحمه أن تبضعه فاستحيا عبيد بن رفاعة منها فتركه أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني شرحبيل بن أبي عون عن عياش بن عباس قال حدثني من حضر بن البياع يومئذ يبارز مروان بن الحكم فكأني أنظر إلى قبائه قد أدخل طرفيه في منطقته وتحت القباء الدرع فضرب مروان على قفاه ضربة فقطع علابي رقبته ووقع لوجهه فأرادوا أن يذففوا عليه فقيل تبضعون اللحم فترك أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني حفص بن عمر بن عبد الله بن جبير عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة قال قال لي أبي بعد الدار وهو يذكر مروان بن الحكم عباد الله والله لقد ضربت كعبه فما أحسبه إلا قد مات ولكن المرأة أحفظتني قالت ما تصنع بلحمه أن تبضعه فأخذني الحفاظ فتركته أخبرني موسى بن إسماعيل قال حدثني جويرية بن أسماء عن نافع قال ضرب مروان يوم الدار ضربة جدت أذنيه فجاء رجل وهو يريد أن يجهز عليه قال فقالت له أمه سبحان الله تمثل بجسد ميت فتركه قالوا فلما قتل عثمان وسار طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة يطلبون بدم عثمان خرج معهم مروان بن الحكم فقاتل يومئذ أيضا قتالا شديدا فلما رأى انكشاف الناس نظر إلى طلحة بن عبيد الله واقفا فقال والله إن دم عثمان إلا عند هذا هو كان أشد الناس عليه وما أطلب أثرا بعد عين ففوق له بسهم فرماه به فقتله وقاتل مروان أيضا حتى ارتث فحمل إلى بيت امرأة من عنزة فداووه وقاموا عليه فما زال آل مروان يشكرون ذلك لهم وانهزم أصحاب الجمل وتوارى مروان حتى أخذ له الأمان من علي بن أبي طالب فأمنه فقال مروان ما تقرني نفسي حتى آتيه فأبايعه فأتاه فبايعه ثم انصرف مروان إلى المدينة فلم يزل بها حتى ولي معاوية بن أبي سفيان الخلافة فولى مروان بن الحكم المدينة سنة اثنتين وأربعين ثم عزله وولى سعيد بن العاص ثم عزله وأعاد مروان ثم عزله وأعاد سعيد بن العاص فعزله وولى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان فلم يزل على المدينة حتى مات معاوية ومروان يومئذ معزول عن المدينة ثم ولى يزيد بعد الوليد بن عتبة المدينة عثمان بن محمد بن أبي سفيان فلما وثب أهل المدينة أيام الحرة أخرجوا عثمان بن محمد وبني أمية من المدينة فأجلوهم عنها إلى الشام وفيهم مروان بن الحكم وأخذوا عليهم الأيمان ألا يرجعوا إليهم وإن قدروا أن يردوا هذا الجيش الذي قد وجه إليهم مع مسلم بن عقبة المري أن يفعلوا فلما استقبلوا مسلم بن عقبة سلموا عليه وجعل يسائلهم عن المدينة وأهلها فجعل مروان يخبره ويحرضه عليهم فقال له مسلم ما ترون تمضون إلى أمير المؤمنين أو ترجعون معي فقالوا بل نمضي إلى أمير المؤمنين وقال مروان من بينهم أما أنا فأرجع معك فرجع معه مؤازرا له معينا له على أمره حتى ظفر بأهل المدينة وقتلوا وانتهبت المدينة ثلاثا وكتب مسلم بن عقبة بذلك إلى يزيد وكتب يشكر مروان بن الحكم ويذكر معونته إياه ومناصحته وقيامه معه وقدم مروان على يزيد بن معاوية الشام فشكر ذلك له يزيد وقربه وأدناه فلم يزل مروان بالشام حتى مات يزيد بن معاوية وقد كان عقد لابنه معاوية بن يزيد بالعهد بعده فبايع له الناس وأتته بيعة الآفاق إلا ما كان من بن الزبير وأهل مكة فولي ثلاثة أشهر ويقال أربعين ليلة ولم يزل في البيت لم يخرج إلى الناس كان مريضا فكان يأمر الضحاك بن قيس الفهري يصلي بالناس بدمشق فلما ثقل معاوية بن يزيد قيل له لو عهدت إلى رجل عهدا واستخلفت خليفة فقال والله ما نفعتني حيا فأتقلدها ميتا وإن كان خيرا فقد استكثر منه آل أبي سفيان لا تذهب بنو أمية بحلاوتها وأتقلد مرارتها والله لا يسألني الله عن ذلك أبدا ولكن إذا مت فليصل علي الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وليصل بالناس الضحاك بن قيس حتى يختار الناس لأنفسهم ويقوم بالخلافة قائم فلما مات صلى عليه الوليد وقام بأمر الناس الضحاك بن قيس فلما دفن معاوية بن يزيد قام مروان بن الحكم على قبره فقال أتدرون من دفنتم قالوا معاوية بن يزيد فقال هذا أبو ليلى فقال أزنم الفرازي‏:‏ إني أرى فتنا تغلي مراجلها فالملك بعد أبي ليلى لمن غلبا واختلف الناس بالشام فكان أول من خالف من أمراء الأجناد ودعا إلى بن الزبير النعمان بن بشير بحمص وزفر بن الحارث بقنسرين ثم دعا الضحاك بن قيس بدمشق الناس سرا ثم دعا الناس إلى بيعة بن الزبير علانية فأجابه الناس إلى ذلك وبايعوه له وبلغ ذلك بن الزبير فكتب إلى الضحاك بن قيس بعهده على الشام فكتب الضحاك إلى أمراء الأجناد ممن دعا إلى بن الزبير فأتوه فلما رأى ذلك مروان خرج يريد بن الزبير بمكة ليبايع له ويأخذ منه أمانا لبني أمية وخرج معه عمرو بن سعيد بن العاص فلما كانوا بأذرعات وهي مدينة ألبثنية لقيهم عبيد الله بن زياد مقبلا من العراق فقال لمروان أين تريد فأخبره فقال سبحان الله أرضيت لنفسك بهذا تبايع لأبي خبيب وأنت سيد بني عبد مناف والله لأنت أولى بها منه فقال له مروان فما الرأي قال أن ترجع وتدعو إلى نفسك وأنا أكفيك قريشا ومواليها ولا يخالفك منهم أحد فقال عمرو بن سعيد صدق عبيد الله إنك لجذم قريش وشيخها وسيدها وما ينظر الناس إلا إلى هذا الغلام خالد بن يزيد بن معاوية فتزوج أمه فيكون في حجرك وادع إلى نفسك فأنا أكفيك اليمانية فإنهم لا يخالفوني وكان مطاعا عندهم على أن تبايع لي من بعدك قال نعم فرجع مروان وعمرو بن سعيد ومن معهما وقدم عبيد الله بن زياد دمشق يوم الجمعة فدخل المسجد فصلى ثم خرج فنزل باب الفراديس فكان يركب إلى الضحاك بن قيس كل يوم فيسلم عليه ثم يرجع إلى منزله فقال له يوما يا أبا أنيس العجب لك وأنت شيخ قريش تدعو لابن الزبير وتدع نفسك وأنت أرضى عند الناس منه فادع إلى نفسك فدعا إلى نفسه ثلاثة أيام فقال له الناس أخذت بيعتنا وعهودنا لرجل ثم تدعو إلى خلعه عن غير حدث أحدثه فلما رأى ذلك عاد إلى الدعاء لابن الزبير فأفسده ذلك عند الناس وغير قلوبهم عليه فقال عبيد الله بن زياد ومكر به من أراد ما تريد لم ينزل المدائن والحصون يبرز ويجمع إليه الخيل فاخرج عن دمشق واضمم إليك الأجناد فخرج الضحاك فنزل المرج وبقي عبيد الله بدمشق ومروان وبنو أمية بتدمر وخالد وعبد الله ابنا يزيد بن معاوية بالجابية عند خالهما حسان بن مالك بن بحدل فكتب عبيد الله إلى مروان أن ادع الناس إلى بيعتك واكتب إلى حسان بن مالك فليأتك لإنه لن يردك عن بيعتك ثم سر إلى الضحاك فقد أصحر لك فدعا مروان بني أمية ومواليهم فبايعوه وتزوج أم خالد بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة وكتب إلى حسان بن مالك بن بحدل يدعوه أن يبايع له ويقدم عليه فأبى فأسقط في يدي مروان فأرسل إلى عبيد الله فكتب إليه عبيد الله أن اخرج إليه فيمن معك من بني أمية فخرج إليه مروان وبنو أمية جميعا معه وهو بالجابية والناس بها مختلفون فدعاه إلى البيعة فقال حسان والله لئن بايعتم مروان ليحسدنكم علاقة سوط وشراك نعل وظل شجرة إن مروان وآل مروان أهل بيت من قيس يريد أن مروان أبو عشرة وأخو عشرة فإن بايعتم له كنتم عبيدا لهم فأطيعوني وبايعوا خالد بن يزيد فقال روح بن زنباع بايعوا الكبير واستشبوا الصغير فقال حسان بن مالك لخالد يا بن أختي هواي فيك وقد أباك الناس للحداثة ومروان أحب إليهم منك ومن بن الزبير قال بل عجزت قال كلا فبايع حسان وأهل الأردن لمروان على أن لا يبابع مروان لأحد إلا لخالد بن يزيد ولخالد إمرة حمص ولعمرو بن سعيد إمرة دمشق فكانت بيعة مروان بالجابية يوم الإثنين للنصف من ذي القعدة سنة أربع وستين وبايع عبيد الله بن زياد لمروان بن الحكم أهل دمشق وكتب بذلك إلى مروان فقال مروان إن يرد الله أن يتمم لي خلافة لا يمنعنيها أحد من خلقه فقال حسان بن مالك صدقت وسار مروان من الجابية في ستة آلاف حتى نزل مرج راهط ثم لحق به من أصحابه من أهل دمشق وغيرهم من الأجناد سبعة آلاف فكان في ثلاثة عشر ألفا أكثرهم رجالة ولم يكن في عسكر مروان غير ثمانين عتيقا أربعون منهم لعباد بن زياد وأربعون لسائر الناس وكان على ميمنة مروان عبيد الله بن زياد وعلى ميسرته عمرو بن سعيد وكتب الضحاك بن قيس إلى أمراء الأجناد فتوافوا عنده بالمرج فكان في ثلاثين ألفا وأقاموا عشرين يوما يلتقون في كل يوم فيقتتلون حتى قتل الضحاك بن قيس وقتل معه من قيس بشر كثير فلما قتل الضحاك بن قيس وانهزم الناس رجع مروان ومن معه إلى دمشق وبعث عماله على الأجناد وبايع له أهل الشام جميعا وكان مروان قد أطمع خالد بن يزيد بن معاوية في بعض الأمر ثم بدا له فعقد لابنيه عبد الملك وعبد العزيز ابني مروان بالخلافة بعده فأراد أن يضع من خالد بن يزيد ويقصر به ويزهد الناس فيه وكان إذا دخل عليه أجلسه معه على سريره فدخل عليه يوما فذهب ليجلس مجلسه الذي كان يجلسه فقال له مروان وزبره تنح يا بن رطبة الاست والله ما وجدت لك عقلا فانصرف خالد وقتئذ مغضبا حتى دخل على أمه فقال فضحتني وقصرت بن ونكست برأسي ووضعت أمري قالت وما ذاك قال تزوجت هذا الرجل فصنع بي كذا وكذا ثم أخبرها بما قال فقالت له لا يسمع هذا منك أحد ولا يعلم مروان أنك أعلمتني بشيء من ذلك وادخل علي كما كنت تدخل واطو هذا الأمر حتى ترى عاقبته فإني سأكفيكه وانتصر لك منه فسكت خالد وخرج إلى منزله وأقبل مروان فدخل على أم خالد بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة وهي امرأته فقال لها ما قال لك خالد ما قلت له اليوم وما حدثك به عني فقالت ما حدثني بشيء ولا قال لي فقال ألم يشكني إليك ويذكر تقصيري به وما كلمته به فقالت يا أمير المؤمنين أنت أجل في عين خالد وهو أشد لك تعظيما من أن يحكي عنك شيئا أو يجد من شيء تقوله وإنما أنت بمنزلة الوالد له فانكسر مروان وظن أن الأمر على ما حكت له وأنها قد صدقت ومكث حتى إذا كان بعد ذلك وحانت القائلة فنام عندها فوثبت هي وجواريها فغلقن الأبواب على مروان ثم عمدت إلى وسادة فوضعتها على وجهه فلم تزل هي وجواريها يغممنه حتى مات ثم قامت فشقت عليه جيبها وأمرت جواريها وخدمها فشققن وصحن عليه وقلن مات أمير المؤنين فجأة وذلك في هلال شهر رمضان سنة خمس وستين وكان مروان يومئذ بن أربع وستين سنة وكانت ولايته على الشام ومصر لم يعد ذلك ثمانية أشهر ويقال ستة أشهر وقد قال علي بن أبي طالب له يوما ونظر إليه ليحملن راية ضلالة بعدما يشيب صدغاه وله إمرة كلحسة الكلب أنفه وبايع أهل الشام بعده لعبد الملك بن مروان فكانت الشام ومصر في يد عبد الملك كما كانتا في يد أبيه وكان العراق والحجاز في يد بن الزبير وكانت الفتنة بينهما سبع سنين ثم قتل بن الزبير بمكة يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من جمادي الأولى سنة ثلاث وسبعين وهو بن اثنتين وسبعين سنة واستقام الأمر لعبد الملك بن مروان بعده وكان مروان قد روى عن عمر بن الخطاب من وهب هبة لصلة رحم فإنه لا يرجع فيها وروى أيضا عن عثمان وزيد بن ثابت وبسرة بنت صفوان وروى مروان عن سهل بن سعد الساعدي وكان مروان في ولايته على المدينة يجمع أصحاب رسول الله يستشيرهم ويعمل بما يجمعون له عليه وجمع الصيعان فعاير بينها حتى أخذ أعدلها فأمر أن يكال به فقيل صاع مروان وليست بصاع مروان إنما هي صاع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن مروان عاير بينها حتى قام الكيل على أعدلها‏.‏